مؤسسة المبدعين والكتاب العرب

مؤسسة الإبداع للوعي الثقافي ترحب بكم جميعاً
وتدعوكم إلى التسجيل في الصفحة لمتابعة كل جديد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مؤسسة المبدعين والكتاب العرب

مؤسسة الإبداع للوعي الثقافي ترحب بكم جميعاً
وتدعوكم إلى التسجيل في الصفحة لمتابعة كل جديد

مؤسسة المبدعين والكتاب العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تهتم بنشر وتدوين إبداعات الشعراء والكتاب العرب


    مهب الإنتظار للكاتبة رويدا البعداني

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 71
    نقاط : 3298
    الشُهره : 0
    تاريخ التسجيل : 03/07/2020

    مهب الإنتظار للكاتبة رويدا البعداني  Empty مهب الإنتظار للكاتبة رويدا البعداني

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء يوليو 07, 2020 10:46 am


    مهب الإنتظار للكاتبة رويدا البعداني  Img-2012

    منذُ أن وضعت الحرب أوزارها، ووطأت أقدام المدافع والبوارج أراضينا العربية، اتسعت فجوات التشرد في الوطن الواحد ، غدت أوطاننا أشبه بمنافٍ واستفحلت الصراعات بين الشعوب العريقة وخاصة الغبية .

    ثم مالت أبعادًا أشد ضراوة ، استعرت الحرب يومًا بعد يوم في قعر الوطن بشراسة ونهشت الأرواح بشراهة ، فتكت بأجساد جنودنا التي عادة ماتذهب مدججة بالقوة والصمود ، وتعود منتشية بالنصر المؤزر، وتارة ماتأتي مخضبة بجروح راعفة تاه ضمادها في الوصول فلم تصمد وباغتها الموت وهي في جادة العودة .

    بتنا نبني البيوت للهدم والدمار ليس إلا ، ننجب الأطفال للمقابر لا للحياة ، نزف البنات ليصبحن أرامل ، وكم كثرت الثكالى ، وكم ضاقت بنا سبل الحياة وتواربت عنا أبواب النجاة فأين الراحة من وعثاء الزمن الكالح هذا؟

    وأمام فوهة الصمت وقفت أتأمل كينونة الطبيعة، أتسكع بين دهاليز الوقت وأضع الاستفاهمات المحيرة على رف الانتظار متسائلة هل سيعود ذاك الذي رحل ..؟

    فتئت أعبر غاب ذكراه ، فمن حين ذهابه وأنا أرتجي من سيد الإياب عودته في القريب ، أرتقب مجيئه عند كل طلوع شمس كما الخنساء وأزد.

    لازلت أكذب قصة استشهاده ، لازلت أظن أن رحيله حكاية باطلة ، وتلك المقبرة التي حوت في بواطنها ضريحه ونُقِش عليها اسمه كاذبة، ولست أدري إلى متى ستسكنني هذه الكذبة ؟

    ها أنا عليلة بدونه، قد أنصبني الانتظار لسنين لاتعد ، لكنني لم أجزع بيوم عن أملي الموعود أو أفتر ، يعشش الصباح بكامل زينته وأنا بذروة حدادي ، وما أجملني وأنا رابضة على أطلاله أتنفس  بقيته، ولو أن انتظاري له مُضنٍ لكنني قد أخذتها عادة وسعيدة بحالي البائس هذا  (المضحك المبكي)  .

    ها أنا أتركك ترفل في رحلتك وأعود لأقلب هذا القميص الذي أكملته بالأمس فلقد سمعت مؤخرًا في إحدى الأساطير أن هناك ثكلى ظلت تحيك قميص لفقيدها وما إن أتمته حتى عاد ورحلا معًا إلى حيث كان يقيم ، ها أنا أكملته اليوم على عجل ، غزلته بلواعج الشوق ، متأملة لقياك ولو للمرة الأخيرة فلا تخن إيماني بالأساطير وعد لنرحل معًا.

    (حُدد الموعد في اليوم الثامن من الأسبوع القادم في تمام  الدقيقة السبعون عند محطة المستحيل).  




    15/حزيران/2020

    ش
    غ
    ف
    .

    اشجان وتر يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس سبتمبر 19, 2024 9:35 pm