قلم الكاتبة رويدا البعداني
ورميت سهم الفراق عليَّ ولم تبال ،فارقتني فأرقتني ، توشحت فراغك ، وتنفست غيابك ، احتدمت بي لواقح الحنين ، وبينما كنت أرقب عودتك من حيث رحلت ،لفحتني نار الانتظار في صيفها القائظ ، فتكت بجسدي المضمحل ، وحشرجت أنفاسي ، لم ترأف للهيب وجدي وحريق كبدي ، فألف آه ياأخي .
نهشتني براثن الوداع ، بعد أن ألقت بي أرضًا مع حقيبة تضم بؤس متاعي ، وكأن الأقدار أبرمت أول صفقة معي ، هاأنا أقطن حضيض خيبات جديدة ، بلازاد ، بلا مأوى ، عدا الأنين والذكرى .
فكيف أنسى مهب وداعنا الأخير وأنت بطلي ؟ كيف أُناسي جدران منزلنا العتيق آخر تلويحة لك؟ كيف أوآسي أمي وأبي بغيابك ؟ كيف أخبر عدتك وعتادك أنهما محظوظان برفقتك ؟ فكم تمنيت لو أكن جعبة لسهامك ونبالك ؟ أو مترس يتكأ عليه سلاحك ؟
من يعيرني من الأحياء منفضة جديرة رصينة ، أرمي عليها رماد اللوعة والحسرة ، فتبغ الانتظار أضرم في ليلة وداعك ، كيف أرتوي من زلال رؤيتك وأنا الظامئة لطيفك من حين رحلت ؟… وللحديث بقية
#رسائل _ زاجلة_ إليك.