بقلم / رويدا البعداني
وارتحلت قافلة شوقي تمخر عباب الرمال للوصول إليك ، على متنها وضعت لك الكثير من الحنين ، مع صرة عتيقة تضم بؤسي وانهزام معاقل صبري ، كانت أشعة الشمس أشد ضرواة بأسياطها اللافحة على قافلتي لكنها لم تعبىء بذلك أو تكترث ، كانت تعتبر ذلك وقودًا لها لتستمر ، وكما هو الحال أنها لم تحد بيوم عن طريق وصولها إلى مشارف مكمنك ، فكن بانتظارها ، واستقبلها بحفاوة ومسرة.
أتعلم !
أعيش في غيابك كالمهزومة في أتون معركة دامية ، تأسنت أسارير وجهي الحسناء لتغدو ملامحها إلى عجوز ناهزت الأربعين عمرًا ، بينما ماهيتها عشرون عامًا ، تعفنت أيامي ، وتفتقت جل مسالكي ،التهمني التوق بنهم ، بتُ تائهة في هذه العوالم الضيمة ، لاأرض تحمل ثقل قلبي ، ولاسماء تمنحني بعض المطر ، أضناني اللغب، وترصدتني الليالي عن كثب ، أحاول تمرير أيامي الرتيبة بأقسى ما استطعت من قوة ، فتارة أهزم ، وتار أعود منتشية بالنصر ، وهذا حالي من حين رحلت .
أيها العزيز :-
لربما ارتج السؤال في مفكرتك هذه المرة ، وبدأت بالتساؤل لِمَ جفتك سطوري وهجرتك حمامي ؟
ولم أعد لأكتب إليك؟إياك وأن تذهب بفكرك للبعيد وتظن أني تناسيت أمرك ، أو لوهلة تخلفت عن قضيتك ومشروعك الجهادي الجلل ، أو أنه مر يوم ولم أودع لك على أسنته دعوة فدعواتي لك كأذكار الصباح والمساء لا تُنسى حتى أنها أصبحت عادة لازمة على الدوام أمارسها .
دعني أخبرك ماسبب تغيبي :-.أتذكر رسالتي الأولى ؟ أمازال وترها يرن في جعبة فكرك حين أخبرتك عن وصول فايروس كورونا إلى بلدتنا العقيمة من السعادة والسلام والفرح ؟
حينها شكرت الله وحمدته ودونت ذلك في رسالتي الأولى أنني بفضل الله لم أكن أحد ضحاياه -عُد إليها واقرأها من جديد لتعي كُنة حكايتي .
قبل أيام من عمري أصبتُ بهذا الفايروس الشرس ، أنصبني المرض لأيام ، اختفت لدي النشوة ، فقدت حاسة المذاق ، مع صداع لايكف عن مزاورتي بين الفينة والأخرى ، كانت أيام عصيبة ، اكتسحتني الآلام ولحالي لم ترأف ، لن أطيل الحديث عن ماأصابني فماحدث قد مضى ، وإنما كان مبرر لغياب رسائلي .
هاأنا عدتُ إلى الحياة من جديد لأحيا على أمل وصالك في القريب ، عدتُ لأغزل صمودي على جدران الزمن ورغما عن ويلات الحروب اللامتناهية ، عدتُ لأكفكف دموعي ، وأصيرها حروفً تأبى الوهن والمسكنة وهيهات مني أن أُذل ياعزيزي… هيهات… هيهات .
#رسائل_ زاجلة_ من زوجة_ مجاهد.
1/تموز/2020
#اتحاد_كاتبات_اليمن