مؤسسة المبدعين والكتاب العرب

مؤسسة الإبداع للوعي الثقافي ترحب بكم جميعاً
وتدعوكم إلى التسجيل في الصفحة لمتابعة كل جديد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مؤسسة المبدعين والكتاب العرب

مؤسسة الإبداع للوعي الثقافي ترحب بكم جميعاً
وتدعوكم إلى التسجيل في الصفحة لمتابعة كل جديد

مؤسسة المبدعين والكتاب العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تهتم بنشر وتدوين إبداعات الشعراء والكتاب العرب


    وتر خامس في كمنجة

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 71
    نقاط : 3298
    الشُهره : 0
    تاريخ التسجيل : 03/07/2020

    وتر خامس في كمنجة Empty وتر خامس في كمنجة

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 10, 2020 1:50 am



    قلم رويدا البعداني
    وتر خامس في كمنجة Img-2013
    آليت أن لا أعزف لحن العودة بعد اليوم ، سأترك القوس لغبي يأتي بعدي يظن أن اللحن سيأتي بمن رحل، سأهجر مكانك ، وأنسى زمانك  لأني أدركت مؤخرًا أن من رحل لايمكنه العودة .

    حاولت مرارًا  أن أتمسك بتلابيب الأساطير ، وأصدقها  لا لقلة وعيّ أو هشاشة فكري وإنما لشحة أملي، وتضاخم ألمي، ظننت أن اللحن سيشن بإرهاصات من الأفق تمهد مجيئك ، لم أكن لأعلم بأني بالغت في الأمل وبذلك قد أسأت العمل .

    لقد مضى على رحيلك ألف خيبة ، ومضى من عمري ألف عام من الصمود ، لطالما كبلتني أصفاد ذكرياتك ، ورمتني في   السجن لأعوام ، لكني كنت أعتبرها بمثابة أساور تزين معصمي ، لم أنتحب رحيلك كما تفعل النساء عادة ، تحفظت على بصمتي كي لاأجرح مأتمك .

    واستمر حدادي ومعه ذبلت أزهار عمري ، قررت ذات يوم  أن أهرب من سجن الذكريات لربما كتبت لي حياة جديدة ،  لكني بلغت من التعاسة عتياً حين رأيت الأبواب السبعة مغلقة ، وشممت رائحة مكيدة القدر  .

    توجست من الخفقات المستعرة في أيسر صدري، شعرت بالخوف وقررت أن أجازف بالهروب لربما عاد زمن المعجزات وتفتحت الأبواب، هببت من مكاني وكلي
    أمان وثقة، وهنا كانت المعجزة ؛ تفتحت الأبواب الستة، وتبقى الباب الأخير ، بعد هُنَيهة فُتح وليته لم يفعل ؟

    أمام عيني رأيت شبحك وقد كان يرتديه الضب من كل حد وصوب ، رمقني بنظراته ، وبدأ يتمتم أنني خنتك عندما قررت أن أنسى ، بدأ بشن الكلام الجارح عليَّ وجرحي الذي سببه رحيلك لم يندمل بعد ،تمنيت حينها أن يصوب نظرته لدبر قميصي وينظر ماذا فعل وحش الغياب بي ؟ وأثبت بذلك برائتي.

    انتظرت معجزة تجعل من رضيع يتكلم  أنني كنت الضحية ، وأن رحيلك كان جلادي  وقاتلي ، ولكن يبدو أن زمن المعجزات قد ولى ولم يتبقى منها إلا بعض من حقيقة وكثير من خيال، هاأنا عدت بمفردي بقيدي  إلى زنزانتي التي زورًا يطلق عليا اسم ردهة ، وقد أصبحت وترًا خامساٌ في كمنجة تعزف لأغبياء الأمل الطويل أمثالي ،وتم عزلي من ماهية الطرب .

    17/حزيران/2020
    المرفقات
    وتر خامس في كمنجة Download?action=showthumb&id=1IMG-20200710-WA0010.jpg
    وتر خامس في كمنجة
    (47 Ko) عدد مرات التنزيل 58

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس سبتمبر 19, 2024 9:33 pm